خريطة لقوى اليسار في المغرب وانشقاقاته المتعددة، تسجل ضعفه واتسامه بالتشرذم وبالتيه الفكري، حتى أصبح المفهوم نفسه غامضاً ومضبباً، وتسجيل...
خريطة لقوى اليسار في المغرب وانشقاقاته المتعددة، تسجل ضعفه واتسامه بالتشرذم وبالتيه الفكري، حتى أصبح المفهوم نفسه غامضاً ومضبباً، وتسجيل لنقاط القوة لديه وللامكانات.. وهو تقييم يقع على يد أحد أبرز مناضليه.
على الرغم من كون الظروف الموضوعية في المغرب (أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة ومتفاقمة)، ملائمة لتطور اليسار وتبوئه موقع الصدارة، إلا أن هذا اليسار يتسم بالضعف والتشرذم والتيه الفكري. بل أصبح المفهوم نفسه غامضاً ومضبباً، وذلك بالخصوص بسبب الانتشار الواسع لمفاهيم "ما بعد الحداثة" وتأثيرها الذي يركز على "البنية الفوقية" لتحديد اليسار("المحافظة" مقابل "الحداثة")، وتضخيم الهويات والخصوصيات الجنسية والفئوية على حساب الطبقات الاجتماعية. وهذه المفاهيم تنظر للعمل المجزأ، وخاصة في المجتمع المدني الذي غالباً ما تحصره في المنظمات غير الحكومية الممولة من طرف مؤسسات غربية في أغلب الأحيان، وذلك على حساب الصراع الطبقي وأدواته (النقابة والحزب). فما هو اليسار اليوم؟
من هو اليسار؟
تتميز المرحلة الحالية في المغرب بالصراع من أجل التحرر الوطني من هيمنة الإمبريالية الغربية، وخاصة الفرنسية، ومن أجل الديمقراطية. هذا الصراع الذي تخوضه الطبقات الشعبية (الطبقة العاملة، الكادحين من غير العمال في البوادي والمدن، والبرجوازية الصغرى وجزء من البرجوازية المتوسطة المصطف بجانب الطبقات المذكورة سابقاً). ويتكون اليسار من القوى التي تطمح إلى تمثيل الطبقات الشعبية وتناضل من أجل مصالحها الآنية (تحسين أوضاعها المادية والمعنوية)، والاستراتيجية المتمثلة في التحرر الوطني والديمقراطية وتدافع عن قيم التقدم والحرية والعلمانية والمساواة والكرامة.
يتكون اليسار في المغرب اليوم من "حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، والمؤتمر الوطني الاتحادي"، و"الحزب الاشتراكي الموحد"، و"النهج الديمقراطي"، ومجموعات تروتسكية صغيرة ("المناضل(ة)" و"التحررالديمقراطي" و"رابطة العمل الشيوعي") ومجموعات منحدرة من "القاعديين"، وبالدرجة الاولى من جماعة "البرنامج المرحلي".
هكذا ينقسم اليسار إلى يسار جذري ويسار إصلاحي:
اليسار الجذري يتشكل، بالأساس، من القوى الماركسية المشكلة من التوجهات الرئيسة التالية: تتمة المقال من هنا

COMMENTS