الانتقال من زمن "القاعدة" إلى زمن "داعش" كان تطورا خطيرا في العمل الإرهابي، باعتبار عدم اشتراط الارتباط العضوي، بل ...
الانتقال من زمن "القاعدة" إلى زمن "داعش" كان تطورا خطيرا في العمل الإرهابي، باعتبار عدم اشتراط الارتباط العضوي، بل فقط الولاء للتنظيم وفكره ، وبالتالي يسهل تشكيل الخلايا ومرورها للتنفيذ دون انتظار الأمر أو التوجيهات، فداعش تعتبر كل "الكفار" هدفا في أي بقعة، وبالتالي يصبح النقاش حول المكان (إمليل/المغرب) أو جنسية الضحيتين (الدانمارك/النرويج) غير مفيد كثيرا، ولا يستبعد أن يكون المجرمون غير عارفين بجنسيتي الضحيتين أو موقعهما من الخريطة، أو مشاركة دولتيهما في الحرب على داعش بمعاقلها من عدمها،،،
في الجريمة الإرهابية يجب الاحتراس في اعتقادي من الخلط بين الفهم والتبرير، أن نبحث في مسببات التشبع بالفكر الدموي، في الاقتصاد والسياسة والتراث،، في الإمبريالية والتوزيع الظالم للثروات والوهابية،، لا يجب أن يقود لاعتبار المجرم ضحية كل هذا،، الإرهابي مجرم بهذه الأسباب وبغيرها...
ففهم الظاهرة لا يعني تبريرها،، تظل الجريمة مدانة ومرفوضة أخلاقيا ودينيا وإنسانيا،، لأن الرفض الجماعي لها جزء من التحصين المجتمعي ضدها،، لكن في الوقت نفسه علينا مقاومة أي نزوع لخلق حالة من الخوف والهلع تقود لتبرير التجاوزات الحقوقية بمنطق حماية الأمن،، فإذا كان ترويع المجتمع جزء من هدف العمل الإرهابي (من ذلك تصوير الشريط المقزز)، فلا يجب أن يكون جواب الدولة والنخب متماهيا مع مناخات التخويف والترهيب،،
أتمنى أن تكون هذه الدعوات المدافعة عن عقوبة الإعدام، وعن فرض القبضة الأمنية حتى ولو كان لها ضحايا أبرياء، عابرة فقط، ورد فعل انفعالي لحظي، وأن لا تترجم لسياسات أمنية تنتهك حقوق الإنسان مستفيدة من الطلب الجماعي على الأمن،،
وختاما:
كتبت بالأمس أن الانتقال من زمن "القاعدة" إلى زمن "داعش" كان تطورا خطيرا في العمل الإرهابي، باعتبار عدم اشتراط الارتباط العضوي، بل فقط الولاء للتنظيم وفكره ، وبالتالي يسهل تشكيل الخلايا ومرورها للتنفيذ دون انتظار الأمر أو التوجيهات، فداعش تعتبر كل "الكفار" هدفا في أي بقعة، وبالتالي يصبح النقاش حول المكان (إمليل/المغرب) أو جنسية الضحيتين (الدانمارك/النرويج) غير مفيد كثيرا، ولا يستبعد أن يكون المجرمون غير عارفين بجنسيتي الضحيتين أو موقعهما من الخريطة، أو مشاركة دولتيهما في الحرب على داعش بمعاقلها من عدمها،،،
إنهم معبؤون بفهم لا تاريخي مطلق لآية "واقتلوهم حيث ثقفتموهم"، ومن هنا فمهما بلغت احترافية وكفاءة الأجهزة الأمنية، فيصعب استباق كل العمليات وتفكيك كل الخلايا قبل مرورها للتنفيذ، أما الحديث عن السياسة الدينية للمغرب ودورها في محاربة التطرف، فحان الوقت لإعلان فشلها، ودعونا من الأسطوانات المشروخة عن النموذج المغربي في الأمن الروحي الذي نصدره لإفريقيا وأوروبا،، هو نوع من اللغو، الذي يخفي هدر ملايين الدراهم في سياسات دينية عقيمة، والدليل أن عدد الخلايا المفككة في ارتفاع بمعدل سنوي غير مطمئن، وبدليل سفر عدد كبير من المغاربة لبؤر التنظيمات الإرهابية في الخارج، وبدليل حضور ذوي الأصل المغربي في كل العمليات الإرهابية بأوروبا، طبعا هم منتوج أوروبي، ولكن أين هو عمل البعثات الدينية في الخارج التابعة لوزارة الأوقاف؟ والتي ترصد لها ميزانيات ضخمة وصلت ل 33 مليار درهم حسب تصريح التوفيق..


COMMENTS